يبدو للإنسان أن الحياة اليوم في غنى عن الفلسفة، أنها زمن العلم، زمن الإنتاج والإبداع، وزمن القفزات الكبرى في كل الميادين. يظن أن لا وقت لديه للتأمل العميق، ولا مكان في وجدانه للصفاء الروحي، وأن البحث في أسئلة لا إجابة نهائية لها نوع من الترف. ومع ذلك، الحقيقة عكس ذلك تمامًا؛ فكلما تعاظمت سرعة الحياة، وكلما ازدادت ضوضاء العالم من حولنا، كلما صار التفكير الفلسفي ضرورة لا غنى عنها، كي نعيد اكتشاف معنى وجودنا، ونفهم ما وراء الأحداث، ونمنح لعقولنا فرصة للحظة صفاء وسط زخم الأيام. الفلسفة اليوم ليست رفاهية، بل هي منقذ للروح في زمن يختلط فيه الصخب بالضياع، والعجلة بالسطحية.
بقلم: عطر الزمان / يوسف المعولي



.png)




.png)












